حكم الشات بين الشباب والفتيات

فتوي أردنية جريئة أيدها علماء مصر:
الشات بين الشباب والفتيات.. حرام
تجارب مريرة أكدت أنه يفتح باب الفتنة والجريمة ومدخل للشيطان

أيد علماء الاسلام في مصر اجتهاد دائرة الافتاء الأردنية بتحريم المحادثة علي الشات بين الشباب والفتيات عبر الانترنت
مما يترتب علي ذلك من فتح باب للفتنة والمعاصي وخاصة في ظل تراجع الوعي
الديني والرقابة الاسرية من هنا تأتي أهمية هذا التحقيق الذي يعد بمثابة
جرس إنذار.

أظهرت دراسة
حديثة ان 64% من وقت الشباب علي الانترنت موجه للشات وان المنطقة العربية
تستخدم الانترنت بنسبة 90% في نطاق الترفيه والتسلية وربما يرجع ذلك إلي ان
النسبة العظمي من المستخدمين هم من فئة الشباب وصغار السن والتي تمثل 50%
وهؤلاء لديهم أوقات فراغ كبيرة بالإضافة إلي ارتفاع قيمة الترفيه وعدم وجود
برامج متنوعة ترفع قدراتهم الذهنية وتذكي قدراتهم بالإضافة إلي جانب نفسي
اساسي ان فئة الشباب من الجنسين يفتقدونه وهو الاشباع العاطفي من الطريق
الشرعي السليم فيقوم بإشباع وهمي من خلال الشات والتواصل مع عوالم جديدة
يجهلها.

تجارب مريرة

التقت "عقيدتي" مع مجموعة من الفتيات للتعرف علي تجاربهن مع الشات فماذا قلن؟

* تقول
"...." كنت طالبة في كلية الطب تعرفت علي شاب عبر الانترنت كان دائما يطلب
رقم تليفوني وكنت أرفض إلي ان قال لي وهو يستهزيء أكيد انت ولد وانا علي
نيتي احلف والله بنت وبدأت مكالمات لا أول ولا آخر لها أحببته حبا شديدا
واعطيته ايميلي الخاص وارسل صورته وكان شابا وسيما زاد حبي له وتعلقي به
حتي اني رفضت كل من يتقدم لي وبعد ثلاثة اشهر طلب رؤيتي رفضت هددني بالهجر
ضعفت حينها ولم استطع السيطرة علي مشاعري وافقت وواعدته في احد المتنزهات
العائلية ثم رأيته عند الكلية ثم في سيارته وبعدها في شقته ولم اسمع صوته
بعدها.


* تقول
"...." أنا فتاة 17عاما مازلت في الدراسة الثانوية تعلمت استخدام الانترنت
لكني أسأت استخدامه وقضيت ايامي في محادثة الشباب وذلك من خلال الكتابة فقط
ومشاهدة المواقع الاباحية رغم اني كنت من قبل ذلك متدينة وتعرفت علي شاب
عمره 21 عاما من خلال الشات أجنبي وأحببته حبا صادقا كما انه اصبح يعرض علي
جسده من خلال الكاميرا فأدمنت ممارسة العادة السرية وظللنا علي هذا الحال
مدة شهر وتعلمت الكثير منه وعندما وثقت فيه جعلته يراني من خلال كاميرا في
الكمبيوتر ورأي معظم جسدي وزاد حبي له وأهملت دراستي لأني لا استطيع
التركيز وبعد فترة قصيرة هددني بالفضيحة ان تركته وسوف يستخدم الصور
والهواتف التي قمت بالاتصال منها ليفضحني أمام أهلي.


* تقول
"...." كنت متحمسة للخوض في منافسة الآخرين فكنت اشعر بالسعادة لوجود اشخاص
يهتمون بوجودي وكتاباتي ووجدت شبابا يبدون اعجابهم الجم بما اكتب ولكن
صدني انهم يطلبون رقم الهاتف أو الايميل بهدف التعارف البريء وتبادل
المعلومات وبما ان الحوار بشكل متواصل يؤدي بأحد الطرفين للاعجاب بالطرف
الآخر فقد دخلت غرفة المحادثة مع فتاة ولكن شيئا فشيا ادركت انها تكره
الجنس الآخر وتحب بنات جنسها ولديها ميول خاصة ثم بحب الفضول دخلت في حوار
مع شاب يدعي "صايد القلوب" دعاني إلي اكمال الحوار في غرفته الخاصة سرعان
ما كشف لي انه يستمتع بممارسة الكلام عن الحب عبر التليفون عندها ادركت ان
ما يدور في هذه الغرف لا يرضي الله ولا رسوله فتركت الشات إلي غير رجعة.

خراب بيوت

أما عن الآثار الاجتماعية المترتبة عليه تقول دكتورة سهير عبدالعزيز استاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر
ان مشاكل الحياة والضغوط اليومية والطموح الزائد عن الامكانيات جعل الناس
تضيق بعضها ويشعر الفرد ان الاسرة اصبحت مصدر ازعاج فيحدث النفور ويبدأ في
الهرب من علاقات طيبة لعلاقات فيها تنافر وزهد من الحلال وبحث عن بديل
للعلاقة وهو ما يؤدي إلي انعزال الإنسان تماما عن اسرته ويشجعه علي الرذيلة
وهي مقدمات لخراب البيوت.

أسباب نفسية

وعن أسباب السعي وراء الشات يري دكتور خالد عبدالوهاب استاذ علم النفس بجامعة بني سويف
أن هناك عدة اسباب لعل من أهمها ضعف الروابط الاسرية والفراغ العاطفي
والروحي والبحث عن علاقات وصداقات بأية طريقة والفضول وحب الاستكشاف أو
المعاناة من الضغوط أو المشاكل وقد يكون للحصول علي الاستشارة وبث الهموم
والشكوي مع امكانية اخفاء الشخصية وقد يكون الغربة عن الوطن.

سد الذرائع

يؤكد د. مبروك عطية الاستاذ بجامعة الأزهر
علي ضرورة سد الذرائع وغلق الأبواب التي تبدأ بجمال وتنتهي بقبح ظاهرها
رحمة وباطنها عذاب عندما ابتلينا بتقنيات علمية جاءتنا قبل أن ننضج ومازالت
في عقولنا أمراض فعرفنا كيف نستغلها في المراقبة والمعاكسة والمشاهد
الجنسية في حين يستخدمها غيرنا في العمل وتقدمه خاصة ان العلم وجد لتحسين
حياة الانسان كما ان الحكم بالتحريم من باب سد الذرائع التي تؤدي إلي
الهاوية لقوله تعالي "ولا تقربوا الزنا" فالاسلام بدأ بالتحذير لأن النهي
عن قربه ابلغ من النهي عن اتيانه فالذي يقترب منه يوشك أن يقع فيه.

إفساد الشباب

يشير دكتور عبدالحكم الصعيدي الاستاذ بجامعة الازهر
إلي قول النبي صلي الله عليه وسلم "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان
ثالثهما" وهذا الحديث يشمل الخلوة بالجسد ويمكن التوسع في معني الحديث
ليشمل هذه المحادثات لأنه ينتابها شيء من السرية ونظرا لما هو مشاهد وواقع
في الحياة العملية من فساد وافساد بين الشباب والفتيات والمتزوجين فهذه
الفتوي في محلها وهي من باب سد الذرائع وهي مقصد من المقاصد الشرعية ويا
ليتنا نفرد لها دروسا أو خطبا للجمعة.

ويطالب
بضرورة أن تكون هذه القضايا محورا لتجديد الخطاب الديني لأن هذه الموضوعات
لم يكن لها نظائر في الفقه أو في الثقافة وهذا يدل علي ان الشريعة
بمقرراتها وأصولها الثابتة صالحة لكل زمان ومكان وان يكون لنا وجود فاعل
ومنبر قوي يبصر الأمة بقضاياها.

رغبة جائعة

وأشار دكتور العجمي الدمنهوري استاذ الحديث بجامعة الأزهر
إلي ان ليس كل ما يعرض علي الشاشة يكون مفيدا لأن الانترنت له مساويء
عديدة من بينها بث الصور الجنسية الفاضحة وإقامة علاقات جنسية غير مشروعة
إلي جانب الحوارات التي تخرج عن الآداب العامة خاصة في ظل غياب الرقابة
الاجتماعية والأسرية علي الشباب والفتيات ورفع شعار ضرورة اقتحام وتعلم
الكمبيوتر لملاحقة تطورات العصر وفي هذه الحالة من الممكن لكل شاب أو فتاة
أن يوظف هذه الوسيلة لتلبية رغبة جائعة بداخله أو شهوة جامحة دون النظر إلي
أي سياج قيمي بالمجتمع.

انهيار حاجز الحياء

وأشار د. محمد أبوليلة الاستاذ بجامعة الأزهر
وعضو المجلس الأعلي للشئون الاسلامية إلي ان الحوار بين الشاب والفتاة عبر
الانترنت يعتبر نوعا من الخلوة غير الشرعية ويترتب عليه آثار سيئة وان هذا
الحوار يخرج عن إطار المصلحة العامة والخاصة وهذه الشبكة العنكبوتية لها
ايجابياتها وسلبياتها ويكون توقع الضرر أكثر إذا لم يكن الوازع الديني عند
الشباب بالقدر الكافي. مطالبا الشباب والفتيات باستخدام الانترنت فيما يفيد
لأنه وسيلة عصرية للابحار في معارف جديدة وهذا هو المطلب لكن المؤسف ان ما
يحدث خلاف ذلك فهذه الشبكة تستخدم كوسيلة لإضاعة الوقت والالعاب
والمحادثات التي لا تفيد غالبا وبخاصة في اوقات متأخرة من الليل وهي
الأوقات التي تنعدم فيها الرقابة الأسرية علي الشباب والفتيات وهذا الأمر
يكسر حاجز الحياء الذي هو جزء كبير من قيم الدين الحنيف وهذا الحاجز يسقط
بين الشباب والفتيات عبر هذه المحادثات وبخاصة في سن المراهقة.

====================